/ الفَائِدَةُ : ( 65 ) /
19/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الأَصالة للحقيقة، والوجود ظُهُورٌ لها / إِنَّ الأَصالة هي للحقيقة والواقعيَّة، والوجود ظُهُورٌ للحقيقة والواقعيَّة وليس عينها. وتترتَّب علىٰ هذه القضيَّة في أَبحاث المعارف والعقائد آثار كثيرة وكبيرة ومهمَّة جِدّاً. / خطورة مبحث أَصالة الواقعيَّة أَو الوجود أَو الماهيَّة / وبعبارة أُخرىٰ: أَنَّ مبحث أَصالة الواقعيَّة والحقيقة أَو الوجود أَو الماهية له زوايا عديدة وكثيرة صعبة ومُعَقَّدَة، ولا يُستوفىٰ بحثها في موطنٍ واحدٍ، بل مواطن عديدة. وهذا مبحثٌ مُهمٌّ وخطيرٌ في مباحث عديدة من أَبواب المعارف، لا بل له صِلَة وطيدة بأَخطر مباحث التَّوحيد علىٰ الإِطلاق، بل وأَعقدها، شبيه بمبحث نفي الجبر والتفويض. / الأَصالة للواقعيَّة والوجود والماهيَّة تَجَلِّيَات لها في عَالَم الذِّهن / والمُختار: أَنَّ الأَصل ليس هو الوجود والموجود أَو الماهيَّة، وإِنَّما هو الحقيقة والواقعيَّة، والوجود والموجود والماهيَّة ليست إِلَّا تَجَلِّيَات وظهورات ترتبط بالإِدْرَاك الذِّهْنِيّ، وخُلِطَت ـ هذه الثلاثة ـ بتلاوين الذِّهْنِ مع الخارج؛ فوَجْدُ الشيء إِدْرَاكة. إِذَنْ: شأن الوجود شأن المعنىٰ والمفهوم، ومن الواضح أَنَّ الَّذي يأتي الذِّهْنِ من الحقيقة الخارجيَّة حصَّة من العين الخارجيَّة، وهي الَّتي يُطلق عليها عنوان: (وجود وموجود)، لا أَنَّ الآتي إِلى الذِّهْنِ جملة العين الخارجيَّة بما لها من وِسْعٍ، ومن ثَمَّ لابُدَّ أَنْ يكون الأَصيل في العين هو حقيقتها وواقعيَّتها دون وجودها. وعليه: فحصر الحقيقة والواقعيَّة والعينيَّة الخارجيَّة وحَدِّها بالوجود والموجود غفلة معرفيَّة خطيرة جِدّاً؛ وقع في ورطتها من ذهب إِلى أَصالة الوجود. والحقُّ: أَنَّ الأَصالة للحقيقة والواقعيَّة أَعَمُّ من الوقوف والاِلتفات إِليها أَو عدم ذلك. / خطورة الخلط بين أَحكام الذِّهْنِ والعين الخارجيَّة / ثُمَّ إِنَّ الخلط بين أَحكام الذِّهْنِ والعين الخارجيَّة من أَخطر المخاطر بصحَّة وسَدَاد المعرفة في العلوم العقليَّة، وهذا ما أَكَّدت وشدَّدت عليه بيانات الوحي؛ وأَنَّه يجب على ٰالمؤمن والمسلم والباحث والمُستنبِط أَنْ لا يسحب الأَحْكَام الذهنيَّة إِلى العين الخارجيَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار